استمرار الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة
في الأشهر الأخيرة، شهدت فنزويلا تصاعدًا ملحوظًا في الاحتجاجات الشعبية ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو. في 9 يناير 2025، قادت زعيمة المعارضة، ماريا كورينا ماتشادو، مظاهرة حاشدة في العاصمة كاراكاس، بهدف منع مادورو من تولي فترة رئاسية ثالثة، وسط اتهامات بالتلاعب الانتخابي. خلال هذه المظاهرة، أفادت تقارير بأن ماتشادو تعرضت للاعتقال من قبل قوات الأمن، مما أثار موجة من الإدانات الدولية. ومع ذلك، نفت الحكومة هذه الادعاءات، ووصفتها بأنها "أخبار كاذبة" تهدف إلى خلق أزمة دولية.
بالإضافة إلى ذلك، أعربت منظمات حقوقية وأحزاب معارضة عن قلقها إزاء سلسلة من الاعتقالات التي طالت نشطاء وصحفيين وسياسيين معارضين قبيل الاحتجاجات المخطط لها ضد تنصيب مادورو لفترة رئاسية جديدة. من بين المعتقلين، كارلوس كوريا، مدير منظمة "إسباسيو بوبليكو" المعنية بحرية الصحافة، والسياسي إنريكي ماركيز. تأتي هذه الاعتقالات في سياق تصاعد التوترات السياسية، حيث يزعم المعارضون أن مرشحهم، إدموندو غونزاليس، فاز في الانتخابات التي جرت في يوليو 2024، بينما تصر السلطات الانتخابية على فوز مادورو.
دعوات دولية للحوار وحل سلمي
في ظل تصاعد التوترات الداخلية، دعت جهات دولية عدة إلى الحوار والحل السلمي للأزمة في فنزويلا. الولايات المتحدة، على سبيل المثال، اعترفت بإدموندو غونزاليس كرئيس منتخب شرعي، وحثت على انتقال سلمي للسلطة، منددة بجهود الحكومة لقمع المعارضة. من جانبه، التقى غونزاليس مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، حيث أشاد بايدن بجهود غونزاليس وشدد على حق الشعب الفنزويلي في انتقال سلمي للسلطة.
على الصعيد الإقليمي، أعرب الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، عن قلقه إزاء الاعتقالات الأخيرة في فنزويلا، لكنه أكد استمراره في السعي لتعزيز العلاقات التجارية مع كاراكاس. هذا الموقف يعكس التحديات التي تواجهها الدول المجاورة في موازنة مصالحها الاقتصادية مع التزاماتها بحقوق الإنسان والديمقراطية.
التضامن الدولي مع المعارضة الفنزويلية
في 18 أغسطس 2024، نظم الفنزويليون في المهجر احتجاجات في مدن عدة حول العالم، بما في ذلك نيويورك، دعماً للمعارضة ومطالبةً بانتقال ديمقراطي للسلطة. تأتي هذه التحركات في إطار جهود المعارضة، بقيادة ماريا كورينا ماتشادو، لحشد الدعم الدولي والضغط على حكومة مادورو للاعتراف بنتائج الانتخابات التي يزعمون أنها أظهرت فوز إدموندو غونزاليس بنسبة 67% من الأصوات.
خاتمة
تستمر الأزمة السياسية في فنزويلا في التفاقم، مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية والاعتقالات، وسط دعوات دولية متزايدة للحوار والحل السلمي. يبقى مستقبل البلاد معلقًا على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى توافق يضمن استقرار فنزويلا ورفاهية شعبها.